محمــد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى أكرم المرأة

لا أدري ما لهؤلاء المضللين يحملون علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلي زوجاته أمهات المؤمنين واصفين إياه بأنه يحب النساء وأنه تزوج العديد منهن وكأنها نقطة الضعف التي حصلوا عليها بعد جهد جهيد، وأراهم يتشبثون بها ويستغلونها أيما استغلال. ولقد أثارها الكثيرون من الحاقدين على هذ ا الدين والذين لا هم لهم إلا تشويه الحقائق والكذب والخداع. وإن دل ذلك علي شيء فإنما يدل علي جهل هؤلاء وعدم فهمهم لسنة الحياة والخلق، وتراهم منحرفين وراء التيارات المعادية للأديان وللتماسك الأُسري ولشرع الله متخذين الخداع تارة والكذب والنفاق تارة أخري محاولين إخفاء نواياهم. فتجدهم عندما يتحججون بحديث أو آية كريمة يقومون بتقطيع تلك الآية الكريمة أو الحديث الشريف مبتدئين تارة من وسطه وتارة من آخره أو يقومون بتركيب تلك الأحاديث الشريفة والآيات الكريمة وذلك بتجريدها من السرد الأصلي لها وإظهار الكلمات التي ينوون بها تضليل الغير ساطعة قوية أو الإتيان بها في غير موضعها حتى يتبادر للقارئ بأن كلامهم صحيح، فاحذروا هذا معشر المسلمين.

ولأبين لهم حكمة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ومقدار وقوة معجزة نبوته ولنعلمهم إن كانوا لا يعلمون بأن زواج الرسول الأعظم هو من إحدى نقاط القوة لديه صلي الله عليه وسلم ومن معجزاته العظيمة، وهي ميزة له وحسنة .، فسأوضح لهم الآتي لعلهم يتفكرون في أنفسهم ويعودون إلي رشدهم إن كان لديهم رشد:-

أولا :- إن الرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم لم يفعل ذلك رغبة في الجنس ولا حبا للنساء من هذه الناحية، ولو أراد ذلك لفعله وهو في ريعان شبابه وهو في مكة وما فيها من الملاهي ومن صاحبات الرايات الحمر إبان الجاهلية الجهلاء وإبان الفسق والكفر والظلام الذي كان يعصف بتلك المدينة، والذي يلح هؤلاء أن يعيدونا إليه بشتى السبل حسدا وحقدا علي الإسلام ونبيه الأعظم وطهارته وإنسانيته. وماذا يمنع محمدا من ذلك وهو الشاب القوي السليم المعافى وابن سادة قريش. أليس أعمامه وأخواله من سادة قريش. فـأخواله هم بنو زهره بن كلاب أخو قصي بن كلاب وأعمامه بنو قصي ثم بنو عبد مناف ثم بنو هاشم ثم بنو عبد المطلب سيدا عن سيد، ولو أراد الجنس لفعله منذ نعومة أظفاره وعلي قارعة الطريق وأمام مرأى الجميع دون أن يتعرض له أحد وهو سليل صناديد قريش وهو بنفسه أحد صناديدها وابنها الوسيط، مثل ما فعل أبناء عمومته وأقرانه وأترابه من أمثال أبو جهل وأمية بن خلف وغيرهم من أبناء قبيلة قريش وسادتها، أولآئك الذين كفروا به وحاربوه لأنه جاء ليفسد عليهم ملذاتهم الآثمة وليهديهم إلي الطريق المستقيم. ثم أليس هو المخير في قومه؟ ألم تخيره قريش وسادتها أن يطلب منهم ما يشاء.، سلطان، مال، نساء، قيادة، وما إلي ذلك من بهرجة القوة و السلطان وهو في تلك اللحظة كأضعف ما يكون وفي أمس الحاجة لذلك بعدما تكالب وثنيي قريش عليه وعلي قبيلته بنو هاشم. فلو كان ضعيفا ذو نزوات وكان كما يحاولون التلفيق طالبا للملذات، وكان دُنيوي بأتم معني الكلمة لانقض علي تلك العروض انقضاضا، وهو الذي في أمس الحاجة إليها لما يعانيه في تلك اللحظة من أولائك الكفار وهو مازال في بداية دعوته الشريفة لا يعلم شيئا عن ماذا يخفي له المستقبل إن كان شرا أو خيرا إلا ما علمه ربه .، خيروه علي أن يترك أمر الرسالة العظيمة فكان رده العظيم البليغ المتواضع :- " والله يا عماه لو وضعوا الشمس عن يميني والقمر عن شمالي علي أن أترك هذا الأمر ما تركته".

وما كان زواجه صلي الله عليه وسلم إلا رغبة للتأليف بين القبائل والازدياد قربا منها وحتى تشعر كل قبيلة بتواضع النبي وبساطته وحبه لجميع بدون استثناء وأنه ليس له فرق بين هذا أو ذاك، وأيضا وهذا هو الأهم ألا وهو ليُكرّم المسلمات المؤمنات، ومن التي لا ترغب بان تكون زوجة النبي وأن تكون أما للمؤمنين في الدنيا ومن الحوريات المبجلات في الجنة وهو بذلك يكرّم المرأة أيما تكريم وحتى تشعر المرأة بمكانتها عند الرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم. وللتدليل علي ذلك فقد تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم امرأة تبلغ من العمر الثمانين السنة لا لشيء إلا ليكرّمها ويرفع من شأنها وقدرها ويقوي من معنوياتها بعد أن توفي عنها زوجها.

إنهم يقللون من شأن المرأة وقيمتها وهم يدّعون بأنهم يدافعون عنها عند أخذهم علي رسول الله صلي الله عليه وسلم لتكريمه للمرأة وتقديره لها، وأي تكريم وتقدير للمرأة أن تتزوج خير خلق الله وأعظم إنسان علي وجه الأرض والذي لا يزال يحتل الرقم واحد في تسلسل الشخصيات العالمية المؤثرة إلي يومنا هذا، فقد جعلوا من المرأ ة بكلامهم وافتراءاتهم تلك وكأنها مخلوق نجس قذر يجب علي كل من هو نبي ورسول و من هم أتباعهم الابتعاد عنه، وكأنها لم تكن أمه التي ولدته ورعته حتى جعلته إنسانا سويا وهم الذين يدّعون كرامة المرأة وتحررها وهم يحرمونها من أقدس حقوقها.

إن من أعظم ما تتمناه المرأ ة وتحلم به ألا وهو الزواج أليس كل ما تتمناه المرأة هو أن يكون لها زوج وبيت ـ يقول المثل المصري ـ ظل راجل ولا ظل حيطة ـ أي أن المرأة تكمن كرامتها وحمايتها في الزوج لا أكثر و لا أقل. فباشتراطهم في قوانينهم علي الرجل عدم الزواج إلا من واحدة و تحريم تعدد الزوجات وهو أمر ما أنزل الله به من سلطان يكونون قد حرموا الآلاف من النساء من أسمي أمنياتهن ألا وهو الزواج، فتركوها في الشارع تمارس البغاء وفتحوا لها باب الفساد والدعارة علي مصراعيه وشجعوها عليه حتى أن الكثير من هؤلاء النساء في بعض الأماكن ينجبن أطفالا و هن لا يعلمن من هم ءاباءهم ، مثل القطط والعياذ بالله. فأي كرامة للمرأة هذه تدّعون أيها المتحضرون أو بالأ حري المنحرفون. وهذا هو الذي يلحون عليه ويلهثون وراءه حتى يلحقوا المجتمع الإسلامي المتماسك أسريا بتيار الانحلال والانحراف الذي يعانون منه .

ثانيا :- من الناحية الصحية والفسيولوجية والعقلية، يدل زواج الرسول صلي الله عليه وسلم علي كمال الصحة الجسمانية والعقلية حيث أنه رغم عدد زوجاته فهو عادل بينهن لم يطلق أي واحدة منهن وان دل ذلك علي شيء فإنما يدل علي رحابة الصدر و كمال العقل و الجسم فان كان كما يقولون يحب الجنس لكان مزواجا مطلاقا مثلما يفعل الكثير من الملوك والأباطرة و السلاطين، ولكن ذلك كان من إحدى معجزاته حيث استطاع أن يؤلف بينهن ويجعلهن كالزوجة الواحدة. وأريد أن ألفت نظرهم وانتباههم إلي الآتي:-
هل رأوا أو سمعوا عن رجل مختل العقل معتل الجسم تزوج أو فكر حتى في الزواج ، و حتي لنفرض أنه تزوج، هل نجح ذلك الزواج؟ ولو نفرض أنه نجح فذلك مرده أنه قد يكون أوقعه الله في زوجة صالحة ترعاه وترعى شئونه أو أن له أهل يرعونه ويرعون زواجه وهل سمعوا عن رجل يعاني من عاهة بدنية او مرض عضوي تزوج أو نجح زواجــــــــــــــــه، إذاَ فما دليل زواج الرسول صلي الله عليه وسلم إلا لمعجزة عقله وكمال صحته ونضوجه العظيم وأن ذلك أكبر دليل علي معجزته وأنه بالفعل نبي مرسل من عند الله تعالي دون شك.... وهل سمعوا عن رجل تزوج العديد من النساء وعدل بينهن وعاملهن كالزوجة الواحدة دون تفريق وعندما توفي بكته كل زوجاته، هل هناك أحد غير الرسول الاعظم فعل هذا وكانت له مثل هذه الصفات مع نسائه عبر التاريخ. فأعلموا أيها الذين لا يعلمون أو قد أعماهم التضليل والحقد والحسد، أن ذلك من معجزات النبوءة وأن ذلك يزيد من تأكيد نبوءة محمد صلي عليه وسلم

ثالثا :- أنه فعل ذلك ليخالف الذين يعزفون عن الزواج من الرهبان والقسسين وغيرهم و ليبين لهم بأنهم علي خطأ وأن الله خلق البشر والحيوانات والحشرات والنبات وحتي المخلوقات الدقيقه وكذلك الحيتان و الاسماك في قيعان البحار لتتزاوج وتعمر هذا الكون العظيم الرائع، لا أن يخربوه ويفرغوه من مخلوقاة الله.

والله الموفق ،،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...